2025-07-30 10:03:56
تمر اليوم أربع سنوات على رحيل أسطورة الملاكمة العالمية محمد علي كلاي، الذي لم يكن مجرد بطل رياضي فحسب، بل كان رمزاً للنضال ضد العنصرية والتمييز، ومدافعاً شرساً عن حقوق الإنسان. يأتي ذكرى وفاته هذا العام في وقت تشهد فيه الولايات المتحدة موجة احتجاجات عارمة ضد العنصرية بعد حادثة مقتل جورج فلويد.

مسيرة حافلة بالإنجازات والنضال
وُلد محمد علي (الذي حمل اسم كاسيوس كلاي عند مولده) في 17 يناير 1942 بمدينة لويفيل بولاية كنتاكي. بدأ مسيرته الرياضية بالملاكمة في سن الثانية عشرة، وسرعان ما برز نجمه ليصبح أحد أعظم الملاكمين في التاريخ. لكن إنجازاته الرياضية لم تكن سوى جزء من إرثه العظيم.

في عام 1964، أعلن إسلامه وغير اسمه إلى محمد علي، معلناً بداية مرحلة جديدة من حياته كمسلم وناشط في مجال الحقوق المدنية. كان لقراره هذا وقع الصاعقة في أمريكا التي كانت تعاني آنذاك من انقسامات عنصرية حادة.

مواقف شجاعة تخلد في التاريخ
اشتهر محمد علي بمواقفه الشجاعة، أبرزها رفضه المشاركة في حرب فيتنام عام 1967، حيث قال كلمته الشهيرة: "لم يسيء إليّ الفيتناميون قط، فلماذا أقاتلهم؟". كلفه هذا الموقف غالياً حيث جُرد من ألقابه ومنع من الملاكمة لثلاث سنوات، لكنه ظل متمسكاً بمبادئه.
عانى محمد علي في سنواته الأخيرة من مرض الشلل الرعاش (باركنسون)، لكنه استمر في نضاله ضد العنصرية حتى وفاته في 3 يونيو 2016 عن عمر ناهز 74 عاماً.
إرث خالد يتجدد اليوم
اليوم، وبينما تعصف الاحتجاجات المناهضة للعنصرية بالولايات المتحدة، يبدو إرث محمد علي أكثر راهنية من أي وقت مضى. تصريحاته التي تدعو للوحدة الإنسانية وتنبذ التمييز تتردد اليوم في شوارع أمريكا والعالم.
من أقواله الخالدة: "الخدمة للآخرين هي الإيجار الذي ندفعه مقابل وجودنا على هذه الأرض". لقد علّمنا محمد علي أن البطولة الحقيقية لا تقاس بالميداليات والألقاب، بل بالشجاعة في الدفاع عن المبادئ والإنسانية.