2025-07-30 11:09:52
في مشهد غير مألوف على الساحة الرياضية الأوروبية، تواصل روسيا البيضاء (بيلاروسيا) إقامة مباريات الدوري المحلي لكرة القدم بشكل طبيعي، بينما توقفت جميع البطولات الأوروبية الكبرى بسبب جائحة كورونا. هذا القرار أثار جدلاً واسعاً بين مؤيد ومعارض، وسط مخاوف من تفشي الفيروس بين اللاعبين والجماهير.

مدرجات شبه خالية وإجراءات وقائية محدودة
شهدت مباراة نيمان غرودنو وبلشينا بوبرويسك يوم الجمعة حضوراً جماهيرياً ضعيفاً لم يتجاوز 253 مشجعاً، مقارنة بـ1500 مشجع في الظروف الطبيعية. المدرب إدوارد غرادوبويف عبر عن استيائه من المدرجات الفارغة، مؤكداً أن "كرة القدم رياضة جماهيرية تفقد روحها بدون المشجعين".

موقف رسمي مثير للجدل
يأتي قرار استمرار النشاط الكروي متسقاً مع موقف الرئيس ألكسندر لوكاشينكو الذي رفض فرض إجراءات عزل صارمة، ووصف المخاوف من الفيروس بأنها "خلل نفسي". وقد أثارت تصريحاته الساخرة -مثل نصحه المواطنين بتناول الفودكا والذهاب للساونا لمقاومة الفيروس- استياءً واسعاً.

ردود فعل متباينة
بينما أبدى بعض المشجعين مثل فلاديمير ارتياحهم للإجراءات المطبقة في الملاعب، انتقد آخرون بشدة قرار الاستمرار في النشاط الرياضي. اللاعب نيكولاي زولوتوف شبه الموقف بكارثة تشيرنوبل، متسائلاً: "هل تغير شيء خلال 34 عاماً؟" في إشارة إلى سياسة التعتيم على الحقائق.
إجراءات وقائية غير كافية
رغم تأكيد الأندية على تطبيق إجراءات السلامة مثل التعقيم والتباعد الاجتماعي، يرى خبراء الصحة أن هذه الإجراءات غير كافية لضمان سلامة الجميع. اتحاد الكرة البيلاروسي الذي برر القرار في البداية بقلة الإصابات، امتنع مؤخراً عن التعليق مع تزايد الأرقام إلى 2226 إصابة و23 وفاة.
مخاوف اقتصادية مقابل مخاطر صحية
يبدو أن العامل الاقتصادي هو المحرك الرئيسي لقرار الاستمرار، حيث عبر لوكاشينكو عن قلقه من تبعات الإغلاق على الاقتصاد الوطني. لكن هذا الموقف يضع الرياضيين والجماهير في موقف صعب بين الرغبة في ممارسة شغفهم الكروي والخوف على سلامتهم الصحية.
في الوقت الذي تتخذ فيه دول العالم إجراءات استثنائية لمواجهة الوباء، تظرب روسيا البيضاء وحدها في أوروبا لحناً مختلفاً، مما يطرح تساؤلات كبيرة حول أولويات الحكومة بين حماية الصحة العامة والحفاظ على الاستقرار الاقتصادي.