2025-07-30 10:58:13
على أرض الملعب في مدينة تطاوين التونسية، يخطو حسن سيسي (18 عاماً) بحذر بين أحلام الطفولة وقسوة الواقع. هذا الشاب القادم من سيراليون يحمل قصة كفاح تستحق أن تروى، قصة تمزج بين الطموح الكروي والظروف الإنسانية الصعبة.

رحلة الأمل والمعاناة
غادر حسن مسقط رأسه في العاصمة فريتاون عام 2016، تاركاً وراءه عائلة فقيرة وحلماً كبيراً. مرّ بغينيا ومالي والجزائر وليبيا، واجه خلالها أصعب التحديات. "العمل في ليبيا كان أشبه بالعبودية"، يروي حسن للجزيرة نت. في يونيو 2018، وصل أخيراً إلى بنقردان التونسية، حاملاً معه موهبة كروية تحتاج إلى من يكتشفها.

اختبار المصير
في صيف 2018، تقدم حسن لاختبارات نادي اتحاد تطاوين الذي كان يحتفل بصعوده إلى الدوري الممتاز. تحت أنظار المدرب إسكندر القصري، أظهر الشاب السيراليوني مهارات لافتة في خط الوسط، مما دفع المدرب للمطالبة بضمه. لكن العقبة الكبرى كانت في الأوراق الثبوتية غير المكتملة التي تحول دون توقيع عقد احترافي.

بين المطرقة والسندان
اضطر حسن للعمل في البناء وقطف الزيتون نهاراً ليجمع قوت يومه، بينما يخصص المساء للتدريب. زميله في الفريق الهادي خلفة يصفه: "لاعب سريع وموهوب، حالته الإنسانية تدفعنا لمساعدته". الفريق بذل جهوداً لدمجه ودعمه مادياً ومعنوياً.
مستقبل معلق
الآن، يراهن حسن على فترة الانتقالات الشتوية التي تبدأ في 15 ديسمبر/كانون الأول المقبل لتسوية أوراقه وتوقيع العقد. بينما ينتظر، يواصل إرسال جزء من دخله البسيط لعائلته في سيراليون، متمسكاً بحلمه بأن يصبح نجماً كروياً ويغير مصير عائلته.
قصة حسن سيسي ليست مجرد قصة كرة قدم، بل هي نموذج لإرادة الإنسان الأفريقي في مواجهة التحديات، ورسالة أمل لكل من يطمح إلى تغيير مصيره رغم كل الصعاب.